• لا يوجد نتائج مقترحة

فيديو

تأتي الاتجاهات الجديدة بفرص جديدة في مجال الأغذية والمشروبات

أثرت جائحة كوفيد-١٩ على صناعة الأغذية والمشروبات مما أدى إلى تجديد التركيز على مجالات الاستدامة والأمن والسلامة.

شارلوت ريكا

12/09/2021

"عند الانتقال إلى النهج المستدام من المتوقع للبنوك أن تقوم مقام الرقيب، ولكننا هنا نحاول أن نكون من الفاعلين الباحثين عن الفرص وذلك من أجل تحويل الأنظمة الاقتصادية التي نعيش فيها"

ماسيمو تليني، الرئيس العالمي للاقتصاد الدائري، مركز الابتكار بمجموعة إنتيسا سان باولو

قُدرت قيمة سوق الأغذية والمشروبات المعبئة العالمية بحوالي ٣.٦ تريليون دولار في ٢٠٢١ ولكن جائحة كوفيد-١٩ ضربت هذه الصناعة بشكل كبير مما أجبر جميع الأطراف في سلسلة الإمداد على إعادة التفكير.

يتزايد بحث المستهلكين عن منتجات أكثر صحة واستدامة بينما تدعو المعايير الجديدة مثل استراتيجية المفوضية الأوروبية "من المزرعة إلى الشوكة" الصناعة إلى تبني مفهوم الاقتصاد الدائري وإعادة تصميم أنظمتهم الغذائية.

إلا أنه بالإضافة إلى التخفيف من وطأة تغير المناخ، تمثل هذه الاتجاهات أيضًا الكثير من الفرص أمام صناعة الأغذية والمشروبات.

في ٢٠١٨ أطلقت مجموعة إنتيسا سان باولو معمل الاقتصاد الدائري والمصمم لمساعدة رواد المشاريع في تحويل النظام الصناعي القديم إلى نموذج دائري أكثر، وكذا الاستفادة من سوق تُقدر قيمته عالميا بحوالي ١ تريليون دولار. ووفقًا لتقرير صادر عن مركز ابتكار مجموعة إنتيسا سان باولو، تظهر بشكل سريع تكنولوجيا وابتكارات جديدة خاصًة في ثلاثة مجالات رئيسية، ألا وهي التعبئة، والمخلفات، والأمن والسلامة.

التعبئة

في ٢٠١٩ قُدرت صناعة تعبئة الأغذية بحوالي ١١٥ مليار دولار مع توقع زيادة في الإيرادات بنسبة ١.٢٪. ويظل البلاستيك الصلب أكبر شريحة بنسبة ٤١٪ من الحصة السوقية.

ولكن يتزايد الطلب حاليا على التعبئة المستدامة و٧٤٪ من المستهلكين يقولون بأنهم مستعدون لدفع المزيد من أجل نسبة أقل من البلاستيك.

ينتهي الحال بالعبوات البلاستيكية أحادية الاستخدام في أماكن دفن النفايات أو المحيطات. وبالإضافة إلى ذلك فإن عملية تصنيعها مسئولة عن ١.٥٪ من النسبة العالمية لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وهي تقريبًا ضِعف نسبة الانبعاثات الناتجة عن قطاع الطيران.

لقد دفعت هذه المخاوف البيئية علاوة على مطالب المستهلكين إلى البحث عن بدائل.

ومن ضمن الخيارات المتاحة البلاستيك الحيوي وهو المشتق من النباتات أو المواد البيولوجية بدلا من البترول وبالتالي يؤدي ذلك إلى الحد من الاعتماد على الموارد الأحفورية. وإن معظم البلاستيك القائم على المواد البيولوجية المستخدم في الوقت الراهن غير قابل للتحلل البيولوجي، إلا أن هذا الأمر يتغير حاليا وهذا المجال يجذب الكثير من الشركات الناشئة وكذلك الشركات الكيميائية الكبرى.

تُمول مجموعة إنتيسا سان باولو العديد من الأعمال التجارية التي تعمل على تحقيق الاقتصاد الدائري مثل شركة IUV والتي انتجت رقائق قابلة للأكل والتحلل البيولوجي بهدف إحلال العبوات البلاستيكية والحد من مخلفات الأغذية.

كذلك فإن العبوات المصنوعة من لب الورق والألياف المصبوبة تكون قابلة للتحلل البيولوجي ويُمكن استخدامها كسماد عضوي ومن الممكن إعادة تدويرها مما يجعلها بديلا بيئيا جيدًا للبلاستيك. ولكن بما أنها تستخدم موارد طبيعية مثل ألياف النباتات ولب الأشجار فإنها من الممكن أن تتسبب في إعاقة عملية إدارة الغابات ومحاصيل النباتات.

ولزيادة الانتاج يحتاج الأمر إلى المزيد من التعاون بين قطاعات الزراعة والتصنيع وكذلك صناعات الاستخدام النهائي من أجل ضمان تحقيق الاستدامة طويلة الأمد للموارد الطبيعية.

وبالإضافة إلى الاستدامة تعتبر الرقمنة من الموضوعات الرئيسية التي تُشكِل سوق التعبئة. ويتمثل الابتكار الأحدث في الملصقات الذكية والتي تعطي المتسوقين مجموعة من المعلومات عن المُنتَج من خلال هواتفهم. جاء ذلك كاستجابة مباشرة للمخاوف المتعلقة بأمن الغذاء في خضم الزيادة الحادة في التسوق عبر شبكة الانترنت (أونلاين). ويقوم قطاع الأغذية والمشروبات بدور ريادي من خلال تطوير الملصقات الذكية التي توفر الإمكانية لبناء الثقة وتعظيم المخزون.

المخلفات

مخلفات الأغذية هي واحدة من أكبر المشكلات التي تواجه البشرية. وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة يُلقى سنويا حوالي ثلث الغذاء الذي ننتجه وهو ما يُقدر بحوالي ١.٣ مليار طن.

إن إدارة المخلفات ليست بالأمر الجيد للبيئة فحسب وإنما أيضًا هي نافعة للأعمال التجارية. ففي ٢٠٢٠ وصلت الإيرادات من إعادة التدوير العضوي للمخلفات الصلبة إلى نحو ٥٨.٧ مليار دولار، وذلك وفقًا لما أشير إليه في تقارير شركة Frost & Sullivan.   

ومن أساليب الحد من مخلفات الأغذية الملصقات الذكية المراعية لدرجة الحرارة. ولقد استخدمت شركة التكنولوجيا Is It Fresh التمويل من مجموعة إنتيسا سان باولو لتطوير "ملصقات تحدد مستوى طزاجة المُنتَج" (freshtags) والتي توفر أساليب استشعار تقيس مدى طزاجة للمنتجات القابلة للتلف وتُمكِن المستهلك من تتبع مسار المُنتج من المزرعة.

وبناء على ذلك فمن الممكن استخدام الأغذية غير المرغوب فيها بشكل جيد، حيث تتبنى الكثير من الشركات الاقتصاد الدائري للاستفادة من مخلفات الأغذية والمزارع. فتقوم الشركة الأمريكية Full Cycle Bioplastics بتحويل مخلفات الأغذية إلى بلاستيك حيوي باستخدام البكتريا الطبيعية بينما تستخدم شركة Livestock Water Recycling في كندا تكنولوجيا رائدة في السوق لاستخلاص الماء والأسمدة من الفضلات.    

إن مخلفات الأغذية ليست هي الوحيدة التي لها تأثير عالمي، حيث أن المخلفات الملقاة في أماكن دفن النفايات أو المحيطات تعتبر من العوامل الرئيسية التي تساهم في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري فضلا عن تلويث التربة والمياه.

يُنتج سنويا ٢.١٢ مليار طن من المخلفات عالميا، وهو الرقم الذي من المتوقع له أن يزيد بنسبة ٧٠٪ بحلول ٢٠٥٠ ما لم نتغير. وعليه من الممكن أن يساعد التحول إلى الاقتصاد الدائري في الحد من الأثر البيئي للانتاج والاستهلاك وذلك من خلال إعادة التفكير في تصميم المُنتَج وإعادة تدوير المواد المختلفة.

لقد قامت بذلك الجمعية التعاونية للأغذية Fruttagel بمساعدة من مجموعة إنتيسا سان باولو حيث استبدلت الشفاطات البلاستيكية بالورقية. "تساعدنا مجموعة إنتيسا سان باولو بثلاثة طُرق،" كما صرح المدير التنفيذي ستانيسالو فابرينو، "أولا بإتاحة كم وفير من الأموال من أجل تمويل مشروع الاقتصاد الدائري، وثانيا بمساعدة قسم المسئولية الاجتماعية بالشركة في توصيل قصتنا، وثالثًا بتوفير الفرصة لبناء شبكة من الشركات على مستوى سلسلة القيمة من خلال التشجيع على إقامة مشاريع للاستدامة."

الأمن والسلامة

تستطيع أيضًا أنظمة الأغذية الدائرية المساعدة على توفير الغذاء للمزيد من الأشخاص بنسبة أقل من الأراضي مما سيساعد في تحقيق هدف زيادة انتاج الغذاء بنسبة ٧٠٪ بحلول ٢٠٥٠ وتلبية احتياجات ١٠ مليار شخص.

ويعد الذكاء الاصطناعي من طرق التحسين من الكفاءة والانتاجية كما أنه يوفر الإمكانية للمساعدة في تحقيق الأمن والسلامة على مستوى سلسلة القيمة.

وبينما لم تولى أهمية لمسألة أمن الأغذية وسلامتها للمستهلكين خلال تفشي جائحة كوفيد-١٩ إلا أنها مازالت من الأمور ذات الأولوية. لقد توصل بحث لمجلس معلومات الغذاء الدولي إلى أن الجائحة قد أثرت على عادات تناول الغذاء وإعداده لنسبة ٨٥٪ من المستهلكين.

هناك اهتمام متنامي الأن "بملصق الطعام النظيف"، حيث كشف بحث لمركز ابتكار إنتيسا سان باولو أن طلب المستهلك على الغذاء الأخلاقي جاء ضمن أكثر الاتجاهات في صناعة الأغذية والمشروبات في ٢٠٢١.   

من هذا المنطلق يقوم مفهوم ملصق الطعام النظيف بتشكيل أحد الاتجاهات الكبرى الأخرى في الصناعة، والمتمثل في بدائل البروتين. وتعتبر أوروبا مركز سوق البروتين النباتي والذي من المتوقع له أن يصل إلى ١٥.٦ مليار دولار على مستوى العالم بحلول ٢٠٢٦.

ولقد تقيّد تبني هذا النهج على نطاق أوسع بسبب مخاوف المستهلك من أن بعض بدائل البروتين لا تحاكي اللحوم وهي غالبًا ما تستخدم مكونات غير معروفة أو مُعدلة وراثيا.

ولكن تجري حاليا عمليات التطوير للتغلب على هذه التحديات وتستخدم بعض الشركات مثل HI-FOOD في إيطاليا مجموعة متنوعة من المصادر المختلفة. ويمثل التداخل بين ملصق الطعام النظيف والبروتين البديل فرصة متنامية لصناعة الأغذية والمشروبات.

البكتريا هي أيضًا من المخاوف الأخرى لدى المستهلك. وكما أوضحت تقارير شركة Frost & Sullivan يستخدم اختبار ال DNA في اكتشاف مسببات الأمراض والسموم وكذلك لفحص المستوى طزاجة المنتجات.

وبالإضافة إلى الطرق الكيميائية فإن الطرق "المادية" الجديدة لفحص الأغذية تكتسب هي الأخرى أهمية متزايدة. ومن الأمثلة على ذلك الجيل الجديد من أنظمة الفحص باستخدام الأشعة السينية التي طورتها الشركة الناشئة Xnext بتمويل من مجموعة إنتيسا سان باولو، حيث تقوم التكنولوجيا بتحليل تكوين المُنتَج على خط الانتاج وتحديد مدى توافقه مع متطلبات الجودة.   

وتتضمن الوسائل التكنولوجية الناشئة الأخرى الاستشعار بالموجات فوق الصوتية، والتصوير فوق الطيفي، وأجهزة التصوير الطيفي المُصغر، وأساليب البيوسبيكل ليزر والتي تعتبر من الطرق البصرية لتحليل جودة الغذاء.

سوف تواصل مجموعة إنتيسا سان باولو دعمها وتمويلها للمشاريع المتصدرة لعملية الاستدامة. ويقول ماسيميانو تيليني، الرئيس العالمي للاقتصاد الدائري، أن التحوّل إلى الاستدامة يعتمد على البحث عن فرص جديدة واكتشافها. "عند الانتقال إلى النهج المستدام من المتوقع للبنوك أن تقوم مقام الرقيب، ولكننا هنا نحاول أن نكون من الفاعلين الباحثين عن الفرص وذلك من أجل تحويل الأنظمة الاقتصادية التي نعيش فيها."    

تقوم هذه المقالة على تقرير اتجاهات الصناعة الصادر عن مركز ابتكار إنتيسا سان باولو المعني بالزراعة والأغذية والمشروبات. كل البيانات مأخوذة من التقرير ما لم يشار إلى دون ذلك.

مقالات ذات صلة

المشروعات الصغيرة والمتوسطة تقود النمو في مصر
يواجه المزارعون ثورة زراعية رابعة
صناعة السفر تشهد انطلاقة في ٢٠٢٢
تواصل معنا

للمزيد من المعلومات عن منتجاتنا وخدماتنا