لورا كامبانيني، رئيس الشؤون المالية والخدمات العامة المحلية- انتيسا سان باولو

تُظهر الأبحاث التي أجرتها شركة انتيسا سان باولو مؤخرًا أن أكثر من 10 في المائة من إنتاج إيطاليا يأتي الآن من الاقتصاد الحيوي. وهذا يبلغ ضعف حجم إنتاج المملكة المتحدة. ويوفر الاقتصاد الحيوي مليوني وظيفة في إيطاليا وحدها.

يشير الاقتصاد الحيوي إلى اقتصاد كل شيء ننتجه من خلال الكتلة الحيوية أو العمليات البيولوجية. ويشمل ذلك الزراعة والغابات ومصايد الأسماك، ولكنه يمتد أيضًا إلى القطاعات الصناعية مثل الأغذية والورق، فضلاً عن التكنولوجيا الحيوية وبعض قطاعات صناعة المواد الكيميائية. ومن المفهوم أن الاقتصاد الحيوي هو أحد أعمدة أهداف الاستدامة للاتحاد الأوروبي وحجر الزاوية في خطة التنمية المستدامة.

لماذا ينبغي أن يصبح الاقتصاد الحيوي دائريًا

تمثل الأغذية والزراعة أكثر من نصف الاقتصاد الحيوي العالمي. ويعد إحكام حلقة العمليات داخل هذا القطاع - لجعلها تلتزم بأفكار الاقتصاد الدائري - هدفًا مهمًا للاتحاد الأوروبي. يقول كامبانيني: "تنتج كل مرحلة من مراحل سلسلة القيمة الغذائية الزراعية نفايات من أنواع مختلفة وبكميات متفاوتة" - مشيرًا إلى أن النفايات في الاتحاد الأوروبي تصل حاليًا إلى 171 كيلوجرامًا للفرد. ويمكن استخدام هذا ككتلة حيوية.

"الاقتصاد الحيوي مهم جدًا في الحد من فقدان التنوع البيولوجي"

يعد التحول إلى البدائل البلاستيكية القابلة للتحلل، مثل أكياس القمامة والطعام القابلة للتحلل، مثالاً على كيفية تأثير التركيز على الاقتصاد الحيوي على التغيير. ونظرًا إلى أن هذه العناصر مصنوعة من مادة بيولوجية ويمكن تقسيمها جنبًا إلى جنب مع مواد بيولوجية أخرى فإن هذا يخلق حلقة مغلقة خالية من النفايات.

ويشمل الاقتصاد الحيوي أيضًا صناعة المنسوجات والملابس: فالحرير والقطن والصوف كلها ألياف طبيعية، على سبيل المثال. ونظرًا لاتساع نطاقه، فإن تحسين الاقتصاد الحيوي لن يساعد على جعل العالم أكثر استدامة فحسب بل سيوفر فرصًا جديدة لنمو الأعمال أيضًا. ومع ذلك، فإن هذا يتطلب تفكيرًا متطورًا وعملًا تعاونيًا.

"أعتقد أن التعاون على المستوى الدولي مهم للغاية"، بحسب قول ستيفانيا ترينتي، رئيس أبحاث الصناعة - انتيسا سان باولو. وأضافت: "ومن ناحية أخرى، يجب أن تأخذ المشاريع المحددة المتعلقة بالاقتصاد الحيوي في الاعتبار السياق المحلي". في إيطاليا، يعني العدد الكبير من المزارع الصغيرة التي تركز على الإنتاج عالي الجودة أن البلاد تحتل الصدارة في مجال الزراعة المثلى.

انتيسا سان باولو تحتل الصدارة في مجال التمويل الأخضر

كانت انتيسا سان باولو رائدة في ممارسات الاستدامة في مجال التمويل، حيث أصدرت أول سند أخضر لها في عام 2017 وتسهيلًا ائتمانيًا مخصصًا للاقتصاد الدائري بقيمة 6 مليارات يورو للشركات للتحول إلى الممارسات الدائرية، بما في ذلك تلك التي تشكل جزءًا من الاقتصاد الحيوي.

سيسترعي تطوير هذا الجزء من الاقتصاد محط اهتمام الجميع، مع مراعاة الاستدامة. حيث تقول ترينتي: " أوضحت الجائحة أن نماذج التنمية الاقتصادية بحاجة إلى إعادة تفكير".